من القتيل؟ انه الإيطالي الإنسان الآدمي فيتوريو اريغوني الذي آثر القدوم إلينا في غزة المحاصرة مشاطرا أهلها بؤس الحصار والام القهر الذي تمارسه إسرائيل على الأطفال والمرضى والجياع، متخليا عن ربوع بلاده الجميلة التي قال قيها الشاعر الإنكليزي الأشهر لورد بايرون: "لو فتحتم قلبي ستجدون منقوشا عليه كلمة ايطاليا..."
وعندما يترك هذا الإيطالي الرائع بلاده، ببحيرتيها – أو قل جنتيها – كومو ولوغانو في الشمال، مع جسر التنهدات ومقاهي الأرصفة في ساحة التنهدات ومقاهي الأرصفة في ساحة سان ماركو في البندقية وينحدر جنوبا الى فلورنسة مهد الحضارة الأوروبية الحديثة، ومنبع الفن الخالد، من بوتشللي وميكيل أنخلو برائعته المرسومة المونليزا، وصولا الى نابولي في الجنوب حيث شاطئ "لامرجيلينا" قرب اليخوت المترفة بالحياة والجمال، وانتهاءً بجزيرتي كالبري واسكايا مع كل معالم الفَتنة والسحر فيهما... حين يتخلى هذا الإيطالي السمح عن كل هذه المباهج ويؤم بلادنا الحزينة، متخذا من غزة موطئا لدفاعه عن الحق العربي في وجه الظلم الصهيوني، رافعا بيده العلم الفلسطيني، مؤكدا استحالة القضاء على شعب يصر على البقاء ولو أمام جحافل الغزاة بدباباتهم وطائراتهم وأساطيلهم، يكون هذا الإيطالي الغريب، أشرف منا جميعاً، نحن العرب الفلسطينيين – وغير الفلسطينيين لأن القضية قضيتنا، والأرض أرضنا.
ومن هم القتلة؟ هم نحن، الذين قابلنا المليح بالإساءة، متخليين عن جوهر قيمنا العربية الأصيلة، في وفادة الضيف، وقد رسول الله محمد بن عبد الله (ص): "انم جئت لإتمام مكارم الأخلاق".
وهل من مكارم الأخلاق أن نغدر بمن آزرنا وقاسمنا المعاناة والبؤس، وحمل همنا وتجرع المرارة في سبيل حقنا السليب؟
نعم، نحن غدرنا بك أيها الإيطالي الشريف. وقدمناك ضحية لجلاديك الذين يكثرون من ذكر الله في كلامهم، وإن كانوا بعيدين، كل البعد عن كلام الله، في أفعالهم.
هل يفقه القتلة الأغبياء معنى قول الرسول(ص): "أفضل للمؤمن ان يموت مقتولا، من أن يعيش قاتلا".
نوع المقال سياسة
رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات:
إرسال تعليق